عبد الله حشيش يكتب : ” ترامب ” وصياغة جديدة للعلاقات الدولية
دنيا المالتسود العالم حالة من الترقب منذ الإعلان عن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.... حالة الترقب والحذر لما هو قادم، تعود إلى قراءة أولية للشعار الانتخابي للمرشح دونالد ترامب والذي جاء تحت شعار " أمريكا أولا " فيما يحمل العديد من الاشارات الضمنية التي تثير مخاوف كل القوى الدولية في النظام العالمي... أولى الإشارات التي يحملها الشعار أن أمريكا فوق الجميع.... وأن أمريكا صاحبة القرار الأول في العالم وأنها تسعي بكل الوسائل القانونية أو غير القانونية.... المهم مصالح أمريكا التي يجب أن تتحقق حتى ولو عارضت مع مبادئ القانون الدولي أو مع مصالح الأخرين.
في مقدمة المخاوف التي يحذر منها العالم ... قرار ترامب المرجح بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، والذي سبقه الانسحاب في ولايته الأولى.... انسحاب امريكا من اتفاقية المناخ .... مرحج ان يضع اتفاقية المناخ على المحك ويضع الأمم المتحدة الراعية للاتفاقية في موقف مالي حرج وسوف ينعكس سلبيا على تمويل الاتفاقية والتي تحتاج إلى ما يقرب من ٣ تريليون دولار والمتوفر حاليا تريليون دولار فقط... وهذا المبلغ غير كاف للحفاظ على مستوي ارتفاع درجة بمقدار درجة ونصف سنويا... فيما يرجح ان يصل الارتفاع السنوي لدرجة حرارة الكون درجتان ونصف سنويا.... وانه في حالة انسحاب الولايات المتحدة قد يغري أطراف دولية أخرى بالانسحاب.
الإشارات الضمنية تتضمن أيضا اندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين، فيما يرجح ان يفرض ترامب المزيد من الضرائب والمعوقات على الصادرات الصينية، مما يفتح الباب أمام المزيد من الصراع والمزيد من عدم الاستقرار على النظام العالمي وما يفرزه من آثار سلبية على اقتصاديات العالم.
وستبقى تصريحات ترامب الخاصة بصغر مساحة إسرائيل مما يعني رغبته في دعم سياسات إسرائيل التوسعية وضم المزيد من الأراضي العربية وخاصة الأراضي السورية الفلسطينية اللبنانية وربما يتم التوسع بشكل أكبر مما يفتح الباب لمزيد من حالة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
تبقى كل الاستنتاجات مرجحة التحقق وبانتظار وصول ترامب البيت الأبيض.