21 نوفمبر 2024 14:11 19 جمادى أول 1446
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

عبدالله حشيش يكتب عن : رؤيا الإمام في عدم جواز تهميش المرأة في الإسلام

الكاتب الصحفي عبدالله حشيش
الكاتب الصحفي عبدالله حشيش

بعد جولتة الخارجية في دول شرق آسيا التي قدمت زخما كبيرا لعلاقات مصر الخارجية. وما حظيت به من تقدير وزير الخارجية بدر عبد العاطي خلال زيارته لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد آلطيب في مقر مشيخة الأزهر بالتزامن مع تولي عبد العاطي منصب وزير الخارجية .

فيما واصل فضيلة الإمام الأكبر جهوده في دعم علاقات مصر الخارجية على المستويين الاقليمي والدولي .حيث استقبل فضيلته ، الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، الأحد الماضي بمقر مشيخة الأزهر، وجرى بحث سُبُل التعاون المشترك.

وأكَّد شيخ الأزهرعمق العلاقات المتينة بين مؤسسة الأزهر والمملكة العربية السعودية، وخاصة في المجالين العلمي والدعوي، وتقديره للدَّعم الذي تُولِيه المملكة لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مقدرًا كذلك دور وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية في خدمة المسلمين.

وتناول اللقاء الحديث حول حقوق المرأة في الإسلام، حيث أكَّد فضيلة الإمام الأكبر ضرورة إعادة النظر في بعض الفتاوى الخاصة بحقوق المرأة، التي طغى فيها فقه العادات والتقاليد السائدة في وقتٍ من الأوقات على أحكام الشريعة، وظلمت المرأة بسبب تأويلات غير صحيحة وغير دقيقة غلبت فيها الأعراف السائدة في عهد معيَّنٍ على بعض أحكام الشريعة، مشيرًا إلى أن تقدُّمَ المجتمع المسلم مرهون بمدى تمكين المرأة المسلمة من حقوقها التي أقرها الإسلام لها ومكَّنها منها وطبقها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في عهد صدر الإسلام، مضيفًا فضيلته أن الأزهر وضع قضايا المرأة في مقدمة أولوياته، للقضاء على الموروثات والعادات التي تظلم المرأة وتنتقص من حقوقها التي منحها الله لها، وأنَّ الأزهر مكَّن العديد من القيادات النسائية في مناصب قيادية تفعيلًا لهذا النهج، وتأكيدًا لدورهنَّ في بناء المجتمع.

من جانبه أعرب الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، عن شكره وتقديره لمؤسسة الأزهر ولفضيلة الإمام الأكبر، على المجهودات الكبيرة التي يقدِّمها للإسلام وللقضايا العربية والإنسانية، متطلعًا إلى المزيد من التعاون في المجالين العلمي والدعوي.

وبيَّن وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، أنَّ المملكة لديها إستراتيجية متكاملة لتمكين المرأة من المناصب القيادية وكافَّة الحقوق التي أقرتها الشريعة الإسلامية، موضحًا أنَّ هناك ست سفيرات يمثلنَ المملكة في الخارج بالإضافة إلى العديد من الوزيرات ونائبات للوزير ومديرات للجامعات، وهذا تطبيق عملي وفعلي لرؤية المملكة في القضاء على الموروثات والعادات التي تنال من حقوق المرأة.

وعلي صعيد متصل، استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، السيدة سانتا نوريا عبد الرحمن، حرم الرئيس الإندونيسي السابق، والدكتور نور يزباي تغانولي، المفتي العام، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان، وعددًا من ضيوف مؤتمر وزارة الأوقاف المصريَّة، بحضور السيد الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، بمقر مشيخة الأزهر.

وقال فضيلة الإمام الأكبر، إنَّ المجتمعات التي تقصي المرأة -أحد ركائزها- كمَن يمشي على ساقٍ واحدةٍ، فالمرأة هي داعم قوي في المجتمعات، ولا بدَّ من استثمار طاقاتها وقدراتها في كل المجالات، مبينًا أن المجتمعات الإسلامية التي استثمرت طاقات جهود المرأة وإبداعاتها كماليزيا وإندونيسيا شَهِدُوا طفرة كبيرة في الكثير من المجالات وأصبحت المرأة المسلمة حاضرة بقوة في صناعة الحضارة وتقديم نماذج نسائيَّة ملهمة.

وأوضح شيخ الأزهر أنَّ إقصاء المرأة أو تهميشها هو أمر مخالف لما جاءت به الشريعة الإسلامية، التي كرَّمت المرأة وأعطتها حقوقها كاملةً؛ نظرًا لدورها المهمِّ في بناء المجتمع ورسم مستقبل الأمة، مشددًا على ضرورة القضاء على العادات التي تقلِّل من شأن المرأة أو تنتقص من حقوقها، ومطالبًا بضرورة التمسك بالمرجعيَّة الإسلاميَّة الصحيحة والبعد عن الموروثات التي تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي.

من جانبهم أكَّد الوفد أن الأزهر هو مرجعيتهم الكبرى، وأنهم يثقون في منهجه، ولا يأخذون الفتوى إلا منه، وأنهم قاموا بترجمة المناهج الأزهريَّة لتدريسها لأبناء المسلمين في بلادهم؛ لما يحظى به الأزهر من كونه المرجعية الإسلامية المعتدلة والضمانة الأساسية لتعزيز السِّلم في المجتمع، مؤكِّدين أنَّ الفتاوى الصادرة من الأزهر وخاصة عن المرأة تلقى ترحابًا كبيرًا في بلادهم، موجِّهين الشكر للإمام الأكبر لدعمه لبلادهم من خلال استقبال الطلاب الوافدين وتوفير الأجواء المناسبة لهم لتلقي التعليم الأزهري.

شيخ الأزهر فضيل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب