21 نوفمبر 2024 11:58 19 جمادى أول 1446
دنيا المال
رئيس التحرير إيهاب عبد الجواد
مقالات

عبدالله حشيش يكت لـ دنيا المال إبادة ” غزة” ومستجدات ”الإسلام فوبيا”

الكاتب الصحفي عبدالله حشيش
الكاتب الصحفي عبدالله حشيش

طرحت حرب الابادة في غزة تساؤلات كثيرة حول جدوى تعاطف قطاعات من شباب أوربا مع الشعب الفلسطيني المنكوب والذي يتعرض لحرب إبادة شاملة من قبل الجيش الاسرائيلي على مدار أكثر من عام... تساؤلات حول قدرة المتعافين مع شعب فلسطين على احداث تغيير في دوائر صنع القرار في العواصم الغربية. وايضا تساؤلات عن انعكاس التعاطف الشعبي في الغرب بصفة عامة وفي اوربا بصفة خاصة على حاله العداء الشعبي والرسمي في الغرب ضد الإسلام والمسلمين وهو ما يعرف ب "اسلامو فوبيا" .... وهي الحالة التي تصاعدت في أمريكا من احداث ١١ سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية واتهام تنظيم القاعدة بتنفيذ..... ويبدو ان احداث تغيير في دوائر صنع القرار في الغرب التخفيف من حالة الاحتقان والكراهية ضد الإسلام والمسلمين "اسلامو فوبيا" لن يتحقق في المدى القرين وربما يحتاج فترة زمنية أطول حتى يحقق اثاره الإيجابية وكبح جماح الكراهية للإسلام والمسلمين.
ورغم ان الحرب لم تضع أوزارها في غزة، ولم تقف تداعياتها عند حد معين أو مكان دون غيره، بل لم تختلف درجة تسارع وتيرة الأحداث بالدول الأوربية على مختلف الدوائر السياسية والإعلامية والحزبية، عن مناطق الصراع في الشرق الأوسط وما يحيط به باعتبار القرب المكاني أو الجغرافي. وقد كان من المنطقي أن تكتسب الأحداث في غزة كل هذه الاهتمام، ليس فقط بسبب طول فترة الحرب هذه المرة، ولكن أيضًا بسبب وحشية هجمات الكيان الصهيوني الذي دمَّر جُلَّ مظاهر الحياة في قطاع غزة...
بدءًا من القتل الممنهج والمتعمد للأطفال والرُضَّع والنساء على مرأى ومسمع من العالم. وربطًا بهذه المقدمة، فقد ألقت هذه الحرب بظلالها على مجريات الأمور في الدول الغربية التي تشهد وجودًا للجاليات العربية والمسلمة. وقد كان من الطبيعي أن تتباين فيها الميول والاتجاهات ما بين فريق مؤيد للحرب على غزة من منطلق حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجمات السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م، وثانٍ يؤيد بحذر متبنيًّا الادعاءات القائلة بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لكن وفق شروط القانون الدولي، وثالث يرفض أو يدين ما تقوم به قوات الكيان الصهيوني من قتل وتدمير طال الحجر والبشر على حد سواء. ورغم اكتساب العرب والمسلمين في الغرب صفة المهاجرين المقيمين، لكن لا يزالون في نظر مختلف الدوائر الغربية ممثلين عن البلاد العربية أو الإسلامية التي ينحدرون منها، الأمر الذي جعلهم بين عشية وضحاها في مرمى نيران الفريق الأول المؤيد للحرب على غزة، حيث تنامى ضدهم خطاب الكراهية جنبًا إلى جنب مع تنامي التهديدات والاعتداءات الجسدية والعنصرية، مما صبَّ مزيدًا من الزيت على كرة الإسلاموفوبيا المشتعلة من الأساس. زيادة معدلات الكراهية لقى طفل فلسطيني لم يتجاوز السادسة، في ولاية "إلينوي" الأمريكية، حتفه بتاريخ 15 أكتوبر 2023م، إثر تعرضه لعدد (26) طعنة على يد مسن أمريكي تجاوز السبعين عامًا، كما تعرضت والدة الطفل لاصابات خطيرة بحسب وسائل إعلام أمريكية. وهذا الحادث يدلل بشكل واضح على تنامي خطاب الكراهية ضد الهوية الإسلامية والمدعوم بتصديق الرواية الصهيونية. وقد أكد بيان صادر عن مكتب عمدة الولاية أن دوافع الجاني في جريمته هي فقط "الهوية الإسلامية للطفل وأمه"، والتي تزايدت تجاهلت النظرة السلبية على خلفية الحرب في غزة، وتداول وتصديق الرواية الصهيونية في الأوساط الإعلامية والرسمية والتي تبّين لاحقًا عدم صحتها. فيما وصف بيان البيت الأبيض، الحادث بالمعارض للقيم الأمريكية الأساسية.
يبقى الانتظار لمعرفة قدرة شباب الجامعات الأمريكية وألأوربي على احداث تغيير وتعديل رؤية الغرب لكل ماهو إسلامية والتوقف او التخفيف من حملات اتهام الإسلام والمسلمين الإرهاب والعنف..... واخيرا ستبقى حرب غزة نقطة مهمة في منظومه التعاطف الشعبي الغربي مع القضية الفلسطينية وفي حقهم في إقامة دولتهم والعيش بسلام... وستقود أيضا الي مزيد من فقد إسرائيل للمزيد من التعاطف الغربي في قطاعات الشباب وشباب الجامعات بصفة خاصة... ولن يبقى الدعم على بياض لاسرائيل مستمرا في المستقبل القريب.

الكاتب الصحفي عبدالله حشيش دنيا المال