”حميدتي ” السودان.. ”الشرع ”سوريا.. الدور الخارجي ومألات مختلفة
دنيا المالوصول أحمد الشرع الي قصر الشعب في سوريا بعد دعم وتدخل القوى الخارجية بشكل مباشر وفاعل في إسقاط نظام بشار الأسد وتدمير الجيش الوطني السوري.. وصول الشرع الدرامي الي حكم سوريا، اعطي قبلة الحياة لجماعات الإسلام السياسي لمعاودة الكرة للوصول إلى السلطة في بلدان عربية أخرى بدعم وتدخل القوى الدولية كما حدث في سوريا، كما اعطي الأمل لكل حركات التمرد في بلدانها للوصول للسلطة واسقاط الانظمة الحاكمة عبر توطيد علاقاتها بالقوى الخارجية وتقديم الوعود بتنفيذ اجندات ومصالح تلك القوى لدفعهم الي تكرار النموذج السوري في بلدان أخرى عربية .
نجاح الشرع في الوصول إلى الحكم في سوريا، آثار تساؤلات كثير وحتمية حول إمكانية تكرار ما حدث في سوريا، ان يتكرر في بلدان أخرى مثل السودان الذي يشهد تمردا عسكريا،يسعي للوصول إلى السلطة والقضاء على الجيش الوطني في السودان، ولاسيما ان قائد تمرد مليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقللو الملقب ب "حميدتي " نحج على مدار عامي التمرد على السلطة في إقامة علاقات قوية بأطراف دولية واقليمية لها اجندات ومصالح في السودان، وابزرها نهب ثروات السودان من الذهب واليورانيوم، او السيطرة على سواحل السودان واستغلال موانيه او أقامه مواني جديدة وكذلك الرغبة في إقامة قواعد عسكرية على أرض السودان في ظل الوضع المتلهب في منطقة القرن الافريقي والبحر الأحمر، وتسعى أطراف دولية واقليمية لتكريس نفوذها ووجودها العسكري في تلك المنطقة.
يدرك نظام الحكم في السودان حقيقة الاطماع الدولية والإقليمية في السودان، وكأن هذا الإدراك حاضرا في كلمات المسؤولين السودانيين بكلماتهم في جلسات مجلس الامن والأمم المتحدة والتى تم تسمية دولة تتورط وتتدخل في الحرب في السودان وتدعم وتسلح مليشيات الدعم السريع بقيادة "حميدتي ".
هناك اختلافات كثيرة بين الحالة السودانية والحالة السودانية نظرا لاختلاف معطيات الحالتين واختلاف دور وتواجد الطرف الخارجي واختلاف قدرته على حسم المواجهة لصالح مليشيات الدعم السريع.... ويعد تواجد الطرف الخارجي في السودان مختلفا عن تواجده في سوريا حيت كانت الاطراف الخارجية متواجدة عسكريا على ارض سوريا وهو غير متوفر في الحالة السودانية.. أيضا دعم الطرف الخارجي لن يكون حاسما نظرا لدعم غالبية الشعب السوداني للنظام القائم بقيادة مجلس السيادة والجيش الوطني السوداني، كما ان الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع يواجه برفض من أطراف اقليمية فاعلة ، وان أقصى مايقدم الطرف الخارجي من دعم لقوات السريع، إنه يطيل امد الحرب وينهك الجيش السوداني خلال مواجهته لحرب العصابات التي تملك قوات الدعم خبرات متراكمة منذ استخدامها في حكم نظام البشير.
اخيرا المقارنة بين وصول الشرع للسلطة واحتمالية وصول حميدتي للسلطة في السودان مختلفة وان المخرجات للصراع في السودان لن تفضي الي وصول حميدتي للسلطة وان أقصى ما يمكن أن يقدمه الداعم الخارجي ان يضع حميدتي كأحد أطراف التسوية السياسية كما تقر مخرجات منبر جدة وهو ما رفضه مجلس السيادة السوداني بعد تواتر إنجازاته على أرض المواجهة وكانت آخرها استعادة مدينة ود مدني الاستراتيجية.