عبد الله حشيش يكتب لـ دنيا المال : «سوريا» و«سيناريو الافغنة»
دنيا المال
انطلق سباق التكهنات حول مستقبل سوريا ، منذ اعلان سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وسيطرة المليشيات المسلحة على الوضع في سوريا و بالتزامن مع اختفاء وتسريح قوات الجيش السوري بعد ساعات من اختفاء بشار ووصوله موسكو و منحه اللجوء السياسي وعائلته وكبار مساعديه... استنتاجات كثيرة ومتنوعة حول مستقبل سوريا كدولة مركزية في محيطها الإقليمي.... معظمها لا يبشر بخير وينذر بكوارث كثيرة ومتنوعة وربما لا تتوقف عند تمزيق المساحة الجغرافية للدولة السورية، والتى بدأت بضم إسرائيل مساحات جديدة من اراضي هضبة الجولان المحتلة ومرحج تفعيل قرار الكنيسة السابق بوضع كل الجولان تحت السيادة الصهيونية وهو ما يتوافق مع تصريحات ترامب بضرورة توسيع مساحة دولة إسرائيل... وهناك مخاوف من امتداد توابع الزلزال السوري الي ما هو أبعد من جغرافية سوريا.
يأتي في مقدمة السيناريوهات الكارثية المرجحة، اشتعال الصراع بين المليشيات المسلحة حول انصبة كل منها في المكاسب السياسية والاقتصادية في مرحلة تقسيم الغنائم والمناصب كما هو معروف في عرف الجماعات الحهادية التي تستحضر مصطلح الغنائم من التراث الإسلامي وهو ما يفتح الباب أمام استنساخ نموذج صراع المليشيات في أفغانستان بعد انسحاب روسيا من أفغانستان، وظهور ما يعرف بامراء الحرب من الجهاديين الإسلاميين والذي استمر لسنوات وقاد الي احتلال الغرب لدولة أفغانستان.
المؤشرات الأولية ظهرت بقرار تسريح الجيش التظامي وتولى الجولاني منصب وزير الدفاع واستبعاد قيادات الجيش النظامي.
وتتوسع السيناريوهات المتوقعة لتصل إلى فرض نظام كونفدرالي مع اعطاء حكم ذاتي للأقاليم ذات ا لابعاد العرقية او المذهبية كما هو حادث في العراق. ويبقى القوس مفتوح ليتسع لسيناريوهات اخري ربما تكون خيالية او حتى مجنونة وربما تبقى سوريا الموحدة في كتب التاريخ فقط