سوريا... ” الجولاني ”.. ماذا بعد؟
دنيا المالتصدرت أحداث سوريا المشهد السياسي العربي خلال الأيام الماضية، والوضع السوري ، مرشح أن يستمر في بؤرة الأحداث في الفترة المقبلة لحين تحديد مستقبل سوريا.
ومازال الغموض يسيطر على المشهد السياسي في سوريا على ضوء التطور الدرامي في مشهد سقوط نظام بشار الأسد، وأيضا دراما التغيير الدرامي في شخصية أبو محمد الجولاني من انتمائه لتنظيم القاعدة ووصولا إلي مسمي أحمد الشرع قائد ثورة تحرير سوريا والتغافل عن تحرير الجولان أو التحرك بوطنية ضد عمليات تدمير إسرائيل للقدرات العسكرية السورية وهي ملك الشعب السوري وليس ملكا لنظام بشار الأسد.
ثم تتواصل دراما المشهد السوري بعمليات تسريح الجيش وملاحقة عناصره، في موجه من الانتقام طالت الجميع وليس المتورطين في أعمال العنف ضد الشعب السوري وهو ما تقضيه العدالة بمحاكمة المتورطين في الجرائم ضد الشعب الثوري خلال ثورته علي النظام قي السنوات الماضية.
وتعد عملية استشراف مستقبل الدولة السورية، صعبة ويحيطها الغموض والالتباس نظرا لتداخل أطراف دولية واقليمية في صياغة المشهد السياسي السوري، في ظل غياب تحديد أطر وأولويات المرحلة المقبلة في سوريا.. ويزيد من حالة الغموض والالتباس تقاطع أهداف وطموحات القوى السياسية الداخلية ولاسيما ان كل طرف محلي يملك تسليح كبيرا، ويخظي بدعم الاطراف الدولية الحاضنة لكل طرف من أطراف المشهد ..... المشهد غامض والايام المقبلة "حبلي "بأحداث كثيرة، وكلها تحمل قدر كبير من المخاطر على استقرار الدولة السورية.... وتعد عملية ما يعرف في دراسات العلوم السياسية بثورة التوقعات المتزايدة التي تحدث للشعوب عقب الثورات وعمليات التحرر وحتى عقب العمليات الانقلابية... تدفع الشعوب الي رفع سقوف أحلامها بالحرية والعدالة والرخاء وهي أمور صعبة المنال على أرض الواقع في سوريا، كما ان القوى المسيطرة والمشاركة في إسقاط نظام بشار الأسد، قد يحدث بينها تنازع على السلطة حيث يسعى كل طرف للحصول على نصيب من السلطة يماثل دوره في إسقاط النظام السابق ويتناسب أيضا مع قوته العسكرية وثقله السياسي على أرض الواقع وثقل وتدخل الطرف الدولي الداعم له ، ومرحج ان يقود التنازع على السلطة الي صراع ما لم يتدخل الكفيل الخارجي لكل طرف... ومرشح ان تصطدم كتلة " قسد " الكردية مع جبهة النصرة بمسماها الجديد جبهة تحرير الشام بقيادة الجولاني.
وتبقى إسرائيل وتركيا القوى المرجحة للأطراف السورية المسلحة في حال التصارع على السلطة، ومرحج ان يكون " الكفلاء" اما عنصر تبريد او عنصر تسخين للمشهد السوري.