الشرع : الشعب السورى .. ”خطيفة وملك يمين”


كتب : سعيد محمد أحمد
أكد وزير خارجية سوريا فى حكومة الشرع الانتقالية أسعد الشيبانى، أنه لايحق للشعب السوري أن يسأل أحمد الشرع أو يسألنا ماذا ستفعلون بنا ؟.. وتابع بقوله: لأننا حررنا "الشعب" من "بشار" ومن يحرر مخطوف فلايحق يحق له أن يسأله إلى أين ستاخذني.
وأضاف: الشعب كالخطيفة ومن يحرر الخطيفة يأخذها ملك "يمين"، وذلك وفقا لمنطق وفكر هيئة تحرير الشام" تنظيم القاعدة"، من "يحرر يقرر ".
فيما هاجم مساعد الرئيس الأمريكي، وكبير مسؤولي مكافحة الارهاب فى مجلس الآمن القومى الرئيس الشرع.. بقوله : لم أرى قط زعيماً جهاديًا أصبح ديمقراطياً.
تصريحات "الشيبانى" جاءت بعد مرور أكثر من شهرين على سقوط النظام السورى، وسيطرة هيئة تحرير الشام على مقاليد السلطة بزعامة رئيسها أبو محمد الجولاني، أحمد الشرع، وتنصيبه من قبل ١٨ فصيلا ارهابيا، كرئيسًا انتقاليا لسوريا لمدة أربع سنوات.
ويبقى السؤال، هل انتقلت الادارة الجديدة لسوريا من نظام قمعى ديكتاتوري، وتحولت إلى نظام ديمقراطي، ووعود وردية بدولة مدنية تحفظ المواطنة للجميع، ويحميها القانون،ترفض فيها الإقصاء والتهميش للأقليات؟ ام لازالت إدارة تحكمها معايير جهادية تكفيرية أشد قسوة، وأكثر عنفا وقمعا وقتلا وارهابا، فى ظل عدم سيطرتها المطلقة على كامل الأراضى السورية،والتى أصبحت منتهكة بشكل سافر بالوجود الأجنبي فى العديد من المناطق والمحافظات التى أصبحت بعضا منها بعيدة عن سيطرة الشرع .
- [x] وتشكل جولة الشرع الداخلية التى بدأه بإدلب معقل تجربتة مع تنظيم القاعدة مرورا بهيئة تحرير الشام وجبهة النصرة لتأكيد سيطرتة عليها ردًا على ما أشيع من مظاهرات رافضة لوجود جماعته,وأنها مجرد شائعات ليتوجه منها إلى مدينة اللاذقية بالساحل السورى ثم طرطوس معقل الطائفة العلوية ، وقد لوحظ ان من استقبلوه فى اللاذقية وطرطوس جماعة الجولاني الذين تم شحنهم من ادلب ليكونوا فى شرف استقبال الرئيس الانتقالى الشرع من قبل اهلى الساحل السورى على خلاف الحقيقة لمواجهة الشائعات المثارة حول اضطهاد تلك الطائفة والممارسات الدموية التى وصفت بحالات فردية وأن الزيارة فى اطار السيطرة الشكلية على الساحل السورى
وبنظرة سريعة على الوضع الراهن فلا تزال تركيا تمارس سطوتها على سوريا بوصفها الداعم الرئيسي لأحمد الشرع والمستفيد بحكم الجغرافيا، والحدود المشتركة بين البلدين بطول ٨٠٠ كم وما يترافق معها من أحلام تركية منذ استيلائها على لواء الاسكندرون المحافظة رقم ١٥ عام ١٩٣٩ ، فيما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على ٢٥٪ فى شمال شرق سوريا والقوات الامريكيه فى منطقة "التنف" على الحدود السورية العراقية، وقوات التحالف الدولى فى البادية السورية، ووجود قوات الاحتلال الاسرائلية على كامل الجولان السورى بما فيها مدينة القنيطرة المحررة وجبل الشيخ ، بل ووجودها على اطراف مدينة درعا ومدينة السويداء جنوبا ،لتصبح على مشارف العاصمة دمشق.
ويبقى الوضع الراهن فى سوريا هو سيد الموقف فى أسوأ احوالة منذ سقوط النظام فى ٨ ديسمبر العام الماضى، لتصل الأمور إلى درجة الحضيض، وإلى ما تحت خط الفقر، لقلة الموارد والعجز عن شراء المواد الاساسية وتوقف الرواتب,فى ظل عجز الحكومة تدبير الأموال لرواتب العاملين المتوقفة منذ ثلاثة أشهر مع انهيار العملة إلى درجات غير مسبوقة ليصل سعر الدولار ما يعادل ١٥ الف ليرة سورية .
وفى ظل تلك الصورة القاتمة ، تواجه السلطة الانتقالية العديد من التحديات الداخلية والضغوط الخارجية،أهمها التحدى الأمني و الاقتصادي وعودة اللاجئين، وتحدى الوضع السياسي، بخلاف تحدى إعادة إعمار البنية التحتية وما تم تخريبة وتدميرة على مدى عشرة سنوات مضت من عمر الصراع الأممي على سوريا.